هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات RabaStar
القرآن , سنة , برامج , أناشيد , اللغة الانجليزية , لغة الفرنسية , لغة الاسبانية , اللغات , شؤون دراسية , ثانوي تأهيلي , الثانوي/ الاعدادي , طرائف و نكت , صور , فديوهات , برامج الكمبيوتر , حماية , حاسوب , ألعاب , آدم , حواء , موسيقى , سينما , مسرح , أمر
الجنس : ذكرالدولة : المغربالمزاج : هادئ المشاركات : 460
موضوع: صور من ابتلاء العلماء 26/10/2009, 15:54
صور من ابتلاء العلماء
بين حطيط و الحجاج
جيئ بالعالم حطيط الزيات الى الحجاج’ فلما دخل عليه...
قال: أنت حطيط
قال: نعم
قال حطيط: سل عما بدا لك’ فاني عاهدت الله عند المقام على ثلاث خصال: ان سئلت لأصدقن’وان ابتليت لأصبرن’ و ان عفيت لأشكرن.(المقام: مقام ابراهيم عليه الصلاة و السلام عند الكعبة)
قال الحجاج: فما تقول في؟
قال: أقول فيك أنك من أعداء الله في الأرض تنتهك المحارم وتقتل بالظنة.
قال: فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان؟
قال: أقول أنه أعظم جرما منك’ و انما أنت خطيئة من خطاياه.
فأمر الحجاج أن يضعوا عليه العذاب’ فانتهى به العذاب الى أن شقق له القصب’ ثم جعلوه على لحمه و شدوه بالحبال ثم جعلوا يمدون_يستلون_قصبة قصبة’ حتى انتحلوا لحمه’ فما سمعوه يقول شيئا’ فقيل للحجاج أنه اخر رمق
فقال: أخرجوه فارموا به في السوق.
قال جعفر (و هو الراوي): فأتيته أنا وصاحب له’ فقلنا له: حطيط’ ألك حاجة؟
قال: شربة ماء.
فأتوه بشربة ماء ثم استشهد’ وكان عمره ثماني عشرة سنة_رحمه الله.
بين سليمان أبي حازم
و سليمان بن عبد الملك
حين قدم سليمان بن عبد الملك المدينة وهو يريد مكة, أرسل الى عالمها الجليل أبي حازم فلما دخل عليه قال سليمان: يا أبى حازم, ما لنا نكره الموت؟
فقال: لأنكم خربتم اخرتكم و أعمرتم دنياكم, فطرهتم أن تنقلوا من العمران الى الخراب.
فقال سليمان: كيف القدوم على الله؟
قال: يا أمير المؤمنين, أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله, وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه.
فبكى سليمان وقال: ليت شعري, ما لي عند الله؟
قال أبو حازم : اعرض نفسك على كتاب الله حيث قال( ان الأبرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم))
قال سليمان: فأين رحمة الله؟
قال: قريب من المحسنين.
قال: يا أبا حازم أي عباد الله أكرم؟
فقال: أهل البر و التقوى.
قال: فأي الأعمال أفضل؟
فقال: أداء الفرائض مع اجتناب المحارم.
قال: أي الكلام أسمع؟
فقال: قول الحق عند من تخاف و ترجو.
قال: فأي المؤمنين أخسر؟
فقال: رجل خطأ في هوى أخيه وهو ظالم, فباع اخرته بدنيا غيره.
قال سليمان: ما تقول فيما نحن فيه؟
فقال: أو تعفيني؟
قال: لابد فانها نصيحة تلقيها اليّ .
فقال: ان آباءك قهروا الناس بالسيف و أخذوا هذا الملك عنوة من غير مشورة من المسلمين ولا رضا منهم، حتى قتلوا منهم مقتلة عظيمة وقد ارتحلوا فلا شعرت بما قالوا وما قيل لهم.
فقال رجل من جلساءه: بئسما قلت.
قال أبو حازم: ان الله قد أخذ الميثاق على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه.
فقال سليمان: يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح للناس؟
قال: تدع الصلف و تمتسك بالعورة(في الأصل المروة و لعلها تصحيف) وتقسم بالسوية.
قال: كيف المأخذ به؟
قال: أن تأخذ المال في حقَّه وتضع في أهله .
قال: يا أبا حازم ارفعٍْ إليّ حوائجك؟
قال: تنجيني من النار وتدخلني الجنة؟
قال: ليس ذلك إلي.
قال: فلا حاجة لي غيرها.
ثم قام فأرسل إليه بمائة دينار فردها إليه ولم يقبلها.
بين عالم و سليمان بن عبد الملك
دخل أحدهم على سليمان بن عبد الملك، فقال له سليمان: تكلّم.
فقال: ياأمير المؤمنين إنّي مكلّمك بكلام فاحتمله وإن كرهته، فإن وراءه ما تحبّ إن قبلته.
فقال: إنا نجود بسعة الاحتمال على من نرجو نصحه ولا نأمن غشّه ونرجو نصحه.
فقال: ياأمير المؤمنين إنه تكنّفك رجال أساؤوا الاختيار لأنفسهم و ابتاعوا دنياهم بدينهم، ورضاك بسخط ربهم، خافوك في الله تعالى ولم يخافوا الله فيك، حرب الآخرة سلم الدنيا، فلا تأمنهم على من ائتمنك الله عليه، فإنهم لم يَِأْلوا في الأمانة تضييعا وفي الأمة خسفا و عسفا، وأنت مسؤول عما اجترحوا وليسوا بمسؤولين عما اجترحت فلا تصلح دنياهم بفساد آخرتك، فإن أعظم الناس غبناً من باع آخرته بدنيا غيره.
فقال سليمان: أما إنك قد سللت لسانك وهو أقطع من سيفك.