طهران (رويترز) - قالت ايران يوم الاربعاء انها أجرت تجربة ناجحة
لاطلاق صاروخ محلي الصنع قادر على حمل قمر صناعي الى مدار حول الارض في
خطوة وصفتها واشنطن بانها "عمل استفزازي".
وتعتقد القوى الغربية أن ايران تسعى لصنع قنابل نووية ويزيد قلقها أن
تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى المستخدمة في اطلاق الاقمار الصناعية يمكن
استخدامها أيضا في اطلاق رؤوس حربية. وتقول ايران ان برنامجها النووي لا يهدف الا لتوليد الكهرباء
وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان اطلاق الصاروخ تقدم كبير سيساعد على كسر "نظام الهيمنة العالمي".
وقال بيل بيرتون المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين "ان اطلاق (صاروخ) كهذا عمل استفزازي بالطبع".
واضاف "لكن الرئيس يعتقد أن الوقت لم يفت بعد كي تفعل ايران الصواب وهو
أن تأتي الى الطاولة مع المجتمع الدولي كي تنفذ التزاماتها الدولية."
وكان احمدي نجاد قد تحدث بلهجة أكثر ميلا للتصالح يوم الثلاثاء قائلا
ان ايران مستعدة لارسال اليورانيوم المخصب الى الخارج في تخفيف على ما
يبدو لموقفها في النزاع النووي.
وقال أحمدي نجاد متحدثا في حفل الكشف عن انجازات تكنولوجية في مجا
الاقمار الصناعية والفضاء ان ايران تأمل في ارسال بشر الى الفضاء قريب
وعرضت قناة (برس تي في) الرسمية الايرانية لقطات لصاروخ ينطلق من منصة
اطلاق في منطقة صحراوية مخلفا وراءه ذيلا من الدخان الكثيف. وأضافت أن
الصاروخ محلي الصنع من طراز كاوشجر - 3 ويحمل "كائنات حية".
وقالت وكالة أنباء الطلبة الايرانية ان كبسولة الصاروخ عادت بنجاح الى الارض مع "ركابها" وهم فأر وديدان وسلحفتان.
وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن
ان تجربة اطلاق الصاروخ تأتي في اطار سلسلة تجارب مماثلة وليس لها أهمية
خاصة تتجاوز غيرها.
وأضاف أن هذه التجارب "تساهم في قدرات ايران الصاروخية لكنها لا تنبيء
بأي قدرة في مجال الصواريخ العابرة للقارات أو أي شيء قادر على تهديد
أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة."
وأفادت مصادر غربية في مجال مكافحة الانتشار النووي أيضا بأن كاوشجر - 3 ليس نظاما عسكريا ولا يمثل تهديدا.
والصاروخ الذي يعمل بالوقود السائل جهاز لاختبار الانظمة الفضائية يرتفع عادة الى حوالي مئة كيلومتر عن سطح الارض قبل أن يهبط بمظلة.
وأفاد تقدير أمريكي روسي في مايو أيار 2009 بأن ايران لا يزال أمامها
ما بين ست وثماني سنوات قبل أن تتمكن من صنع صاروخ قادر على حمل رأس نووي
زنة ألف كيلوجرام مسافة ألفي كيلومتر.
وقال تقرير لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الاثنين ان ايران
وسعت قدراتها الصاروخية وباتت تمثل تهديدا كبيرا للقوات الامريكية والقوات
الحليفة في منطقة الشرق الاوسط.
وقالت ايران في ديسمبر كانون الاول انها اختبرت اطلاق صاروخ مطور طويل
المدى من طراز سجيل2. وقالت بريطانيا انذاك ان اطلاق الصاروخ مبعث قلق
بالغ ويبرز الحاجة الى تشديد العقوبات المفروضة على ايران.
ولم يشر أحمدي نجاد الى الخلاف النووي في حديثه يوم الاربعاء.
وكان قد قال يوم الثلاثاء ان ايران مستعدة لارسال اليورانيوم المخصب
الى الخارج مقابل وقود نووي. وبدا لاول مرة أنه يتخلى عن شروط طهران
القائمة منذ وقت طويل لابرام اتفاق مع القوى العالمية.
وصرح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في تركيا يوم الاربعاء بأن طهران تدرس المبادلة.
وقال في مؤتمر صحفي في أنقرة "صيغة المبادلة تبعث على مزيد من الثقة
مقارنة بالصيغ الاخرى. ولهذا السبب يجب أن نبقي هذه الصيغة على الطاولة."
وأضاف أن ايران تجري محادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة في فيينا.
وقالت الولايات المتحدة انه اذا كانت ايران جادة في قبول ارسال
اليورانيوم المخصب الى الخارج فعليها ان تبلغ الوكالة الدولية للطاقة
الذرية التابعة للامم المتحدة. وقالت روسيا انها سترحب بقرار ايراني بشأن
التخصيب وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان ايران يجب ان تقدم
تنازلات حقيقية ولا تكتفي بالحديث عنها.
وقال لتلفزيون ان-24 "اذا لم يحدث ذلك وكان كل هذا مجرد تكتيكات فسيتفق
المجتمع الدولي على اجراءات أخرى. ومن ثم لا يمكن استبعاد العقوبات".
ويعتقد محللون ان ايران تحاول كسب الوقت بسبب العقوبات التي تلوح في
الافق حتى تتفادى المزيد من الضغوط الداخلية. وذكروا ان أحمدي نجاد يؤيد
الاتفاق لانه يريد كسب بعض الشرعية بعد انتخابات الرئاسة التي فجرت
احتجاجات مناهضة لحكومته العام الماضي.
وقال فولكر بيرتيس مدير المعهد الالماني للشؤون الامنية والدولية لهيئة
الاذاعة النمساوية (أو.ار.اف) "يريد أحمدي نجاد صفقة.. يريد اتفاقا ما مع
المجتمع الدولي وخصوصا مع الولايات المتحدة لانه يعتقد بطبيعة الحال أنه
سيتمكن من استغلال أي نجاح في السياسة الخارجية في تعزيز مركزه داخليا."
وأضاف "الاتفاق لا يبرم لمجرد أن الرئيس قال ان ايران مستعدة لاتفاق...
هذا مجرد علامة على أن ايران مستعدة للعودة الى طاولة المفاوضات."
وقال قائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال ديفيد بتريوس لرويترز
هذا الاسبوع ان اي ضربة عسكرية لايران للقضاء على طموحاتها النووية يمكن
ان تؤدي الى نتيجة غير مرغوب فيها وهي اثارة المشاعر الوطنية لمصلحة حكومة
احمدي نجاد.
من باريسا حافظي ورضا دراخشي